حسن الخاتمة أمنية كل إنسان صالح، ولعلها كانت الدعوة الأخيرة التي دعا بها هشام محمد مصطفى في العقد الخامس من عمره، الذي يعمل «تربياً» لوجه الله في دفن الموتى دون مقابل، ودعا اليوم «السبت» عقب الانتهاء من صلاة الفجر حسب المقربين منه بالمسجد «أن يحسن الله خاتمته»، ولم يدرِ أن هذا اليوم آخر أيام حياته، واستجاب الله دعاءه.
وعقب الانتهاء من صلاة الفجر توجه إلى زراعته كعادة أهل مدينة «الخارجة» بمحافظة الوادي الجديد جنوب غرب محافظة القاهرة، وبعد بزوغ الشمس استدعاه أحد الأشخاص لدفن سيده، وكعادته في فعل الخير لم يتردد لحظة وترك زراعته وتوجه إلى المقبرة للاستعداد لتجهيز المدفن، وما إن تم الانتهاء من مراسم الدفن، إلا فوجئ الجميع بسقوطه على الأرض مغشياً عليه، وتم نقله لمنزله وتبينت من الكشف الطبي وفاته نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وكانت جنازته التي شارك فيها الجميع، شاهدة على عمله الصالح ومحبة الجميع له.
وذكر أهالي «مدينة الخارجة» بمحافظة الوادي الجديد أن «المتوفى» كان يتمتع بحسن الخلق والطيبة ومن عمار المساجد، وكان حريصاً على فعل الخير، وهو أحد رجال المقابر الذين يقومون بحفر القبور ودفن الموتى دون مقابل، خصوصاً أن المقابر لا تباع ولا تشترى في الوادي الجديد، وحفرها عملية شاقة لكونها منطقة جبلية، مؤكدين أنه يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي أعراض مرضية، وليس مدخناً أو متعاطياً أي مواد مخدرة.
وأشار الأهالي إلى أن هذه الوفاة دليل على حسن خاتمة، لمسيرته في العمل الخيري والثواب الذي وهبه لوجه الله منذ سنوات عدة، وكان حريصاً على المشاركة في حفر ودفن الموتى، إذ كان يتم استدعاؤه من قبل أهل المتوفين في أي وقت، خصوصاً أنه كان على دراية بالأمور الشرعية الخاصة بحفر المقابر ودفن الموتى.